من نماذج التعلم الجمعي / سادسا / تمثيل الأدوار


تمثيل الأدوار
  
    تعريف مدخل تمثيل الأدوار

           التمثيل" وسيلة اتصال فعالة للتعبير عن فكرة أو مفهوم أو شعور أو قيمة معينة وهو يعتمد في ذلك علي اللغة وحركات الجسم وتعبيرات الوجه والإشارات وأسلوب الكلام وكل ذلك يجعل منه وسيلة ذات قوة اجتماعية هائلة للإعلام والتثقيف والتأثير والتوجيه في الآخرين إلي جانب الترويح والتسلية الهادفة فهو محاولة محاكاة أو محاولة استعادت الحقيقة، وبذلك يكون وسيلة تحل محل الحقيقة في فترة قصيرة من الزمن وعلي نحو يوضح هذه الحقيقة أو يسمح بمتابعتها .

          والتمثيل كوسيلة تعليمية يختلف عن التمثيل المحترف في أنه لا يهتم بالدقة الكبيرة في الإعداد الفني أو الإخراج الدقيق بل يهتم كثيرا بالفهم عند كل من الممثلين والمشاهدين( كلهم من التلاميذ) كما يهتم بتحقيق أهداف تربوية خاصة .
          ويعتبر تمثيل الأدوار نوع من أنواع اللعب الذى لا يقتصر فقط علي ترك العبء علي تمثيل التلميذ لأدوار بعض الشخصيات ولكنه يتعدى ذلك إلي إمكانية تمثيل التلميذ لبعض المواقف التعليمية بما تتضمنه من معلومات وقيم واتجاهات وغير ذلك مما يتضمنه محتوي المادة التعليمية .
وسنعرض لبعض التعريفات الحديثة لمدخل تمثيل الأدوار:
        أما "الطوبجي" فيعرفه بأنه" هو القيام بتمثيل بعض الأدوار تمثيلا تلقائيا دون إعداد سابق، أمام الفصل أو مجموعة من المشاهدين، ويتوقف التعلم الذي يتم تحصيله علي الأنشطة التعليمية التي تلي هذه التمثيليات مثل المناقشات أو القراءات"  .
      أما" اللقاني والجمل" فيعرفانه بأنه" مدخل يقوم علي أساس تمثيل التلاميذ لبعض المواقف والأحداث أو الشخصيات التاريخية تحت إشراف توجيه من المعلم، فهو نموذج لموقف أو حدث أو شخصية تاريخية يسند لكل من يساهم فيها دورا محددا وهذا يتيح فرصة للمشاركة الفعالة من المتعلمين داخل حجرات الدراسة .
    وتعرفه فارعة حسن بأنه" مدخل يعتمد علي كيفية جعل التلميذ عنصرا ومشاركا في الوقف التعليمي حيث يقوم المعلم بتحديد الأدوار التي سيقوم التلاميذ بتمثيلها في تقديم المادة التعليمية ثم تقسيم الأدوار لكل تلميذ حسب ما يناسب قدراته وإمكانياته.
    ويرى إمام حميدة  فى تعريفه لمدخل تمثيل الأدوار" بأنه تكنيك تدريس يتطلب من التلاميذ اللاعبين تحديد الأدوار وتصنيفها أثناء التعلم ويتعامل فيه التلاميذ وجها لوجه مع المواقف والشخصيات، ويعتبر الدور جيد إذا نجح في إعادة تمثيل الواقع في إطار بيئة تعليمية آمنة .
  خصائص مدخل تمثيل الأدوار
    هناك مجموعة من الخصائص التي تميز هذا المدخل في التدريس عن غيره من مداخل التدريس منها :
أ- تمثيل الواقع
    ففي دراسة التاريخ وبخاصة في المراحل الأولي من التعليم يصعب نقل الواقع بتفاصيله إلي الموقف التعليمي لأن المحتوي التعليمي يعتمد علي أحداث ومواقف وشخصيات مضي عليها زمن بعيد ومن ثم فتناول هذه الأحداث والمواقف والشخصيات التاريخية علي المستوي المدرسي يعني تطويعا وتبسيطا واختصارا ويقصد بالتطويع تقديمها في قالب تعليمي لتحقيق أهداف معينة، ويعني التبسيط تقديم المادة التي يقوم التلاميذ يتمثل أدوار فيها في قالب يناسب مستويات التلاميذ، أما الاختصار فيعني حذف الكثير من التفصيلات الدقيقة التي توجد في الواقع وكل ذلك من أجل تحقيق أهداف تعليمية معينة .
ب- رفع مستوي الدافعية
    فالمتعلم يكون أكثر استعداد للمشاركة في الموقف التعليمي إذا شعر أن هذا الموقف له معني ووظيفة بالنسبة له وهذا يعني ارتباط الموقف بحاجات المتعلم واهتماماته , والمطلوب في هذا الشأن أن يكون الدور قادر علي الإثارة والتشويق مما يجعل المتعلم علي درجة مناسبة من الحماس ومن هنا يكون الدور الذي يقوم المتعلم بأدائه موقف يتم تخطيطه وإعداده بناء علي دراسة دقيقة لحاجاته واهتماماته وهذا الأمر يحمل المعلم مسئولية خاصة فهو من خلال التوجيه وإثارة التساؤلات أثناء ما يجري من مناقشات بعد تمثيل الدور يستطيع أن يثير اهتمامات جديدة وأن يعمل دائما علي رفع مستوي دافعيه تلاميذه وهذا الأمر يتوقف علي عاملين أساسين أولهما:- هو مدي الخبرة المتاحة للمعلم في مجال استخدام مدخل تمثيل الأدوار في التدريس ومدي تمكنه من الكفايات اللازمة لهذا الأمر والعامل الثاني:- هو مدي فهم المعلم لتلاميذه من حيث قدراتهم واتجاهاتهم وميولهم وغير ذلك من النواحي الشخصية أي يمكن استغلالها في توجيه نشاطهم التعليمي المرتبط بالدور الذي يؤدونه.
ج- العمل في فريق
     فالمتعلم في إطار الموقف التعليمي المعتاد يتحدد دوره في الغالب في تحصيل المعرفة سواء من خلال متابعة المعلم أو من خلال كتاب يدرس وبالتالي تصبح الوظيفة الرئيسية لهذه النوعية من المواقف هو نقل قدر معين من المعارف ومن ثم يصبح اكتساب المتعلم لأوجه التعلم الأخرى( قيم، مهارات اجتماعية، مفاهيم)، أمر غير مقصود ومن هنا كان لابد توفير المواقف التي يستطيع فيها كل فرد أن يشعر بقيمة وأهمية العمل الجماعي والتدريب علي مختلف الأدوار المطلوبة لهذا الأمر فالمتعلم في تمثيل الأدوار أحيانا يكون متحدثا وأحيانا يكون مستمعا ومن هنا يشعر الفرد أنه فرد في فريق وأن هذا الفريق يعمل ككل متكامل من أجل تحقيق أهداف معينة وبذلك يكون مدخل تمثيل الأدوار أداة حقيقية تشارك في اكتساب الفرد جوانب تعلم كثيرة ذات وظيفة اجتماعية، كما أنه يكون مجالا يستطيع أن بتخلص المتعلم من الفردية والأنانية والادعاء بأنه قادر علي أداء أعمال والقيام بمهام لا تتلاءم مع إمكانياته.
د- التنظيم
    نجد أن مدخل تمثيل الأدوار يعتمد في استخدامه وتنفيذه علي التنظيم من توزيع الأدوار وتقسيم الجماعات وتوزيع الاختصاصات أي أنه يقدم الموقف التعليمي في قالب منظم وهذا يؤدي إلي تعويد المشاركين في الموقف التعليمي علي النظام والالتزام بالدور.
ه- اتخاذ القرارات
    ويعتبر اكتساب مهارة اتخاذ القرارات وما يصحبها من اتجاهات من أهم عمليات التربية ومن ثم فإن ما يمر به التلاميذ من مواقف تعليمية متنوعة تجعل المعلم يتخذ القرار المناسب ونجد أن تمثيل الأدوار يضع المتعلم في موقف تعليمي مخطط ومنظم يتيح للمتعلم فرصة في اتخاذ القرار بتوجيه من المتعلم أثناء أداء الدور.
و- الإيجابية والتفاعل
    يتميز مدخل تمثيل الأدوار علي أن الدور الإيجابي الذي يقوم به المتعلم فهو لا يتلقى المعارف من المعلم كما لا يعتمد علي الكتاب المدرسي المعتاد في ظل الأسلوب التقليدي فالإيجابية والتفاعل مع الآخرين في المواقف التي يقوم المعلم بتهيئتها في هذا المدخل تجعل المتعلم يمارس دوره بإيجابية في الحصول علي المعارف وبالتالي فتمثيل الأدوار يسمح بإيجابية المتعلم ويعطيه الفرصة المناسبة للتدريب علي كيفية تحمل المسئولية إجراء الحوار.
ز- تقويم الذات
    يستطيع كل فرد أداء دوره في الموقف التعليمي أن ينظر إلي أدائه في ضوء الأهداف التي يرجى بلوغها والتي تكون واضحة المعالم بالنسبة لها منذ البداية وهو في هذا الصدد يري بوضوح نواحي القوة والضعف في هذا الأداء ويصحح مسار العمل علي المستوي الفردي وعلي المستوي الجماعي مرحليا والمعلم هنا وأن كان يقوم تلاميذه أثناء العمل وبعد الانتهاء من أداء أدوارهم فهذا يعني مدي نجاح التلاميذ في مواجهة الذات ومصارحتها، وهذا فضلا عن تعلمهم أسلوب تفكير يصعب اكتسابه من خلال المواقف التعليمية المعتادة .

  مدخل تمثيل الأدوار وتدريس الدراسات الاجتماعية
    للتمثيل مجال واسع في تدريس الدراسات الاجتماعية في كل المراحل الدراسية فالدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الأساسي بحلقتيه الأولي والثانية يتضمن محتوي الجزء التاريخي علي مجموعة من الشخصيات التاريخية الهامة يمكن من أن تصاغ هذه الشخصيات في مواقف تمثيلية يقوم التلاميذ بأدائها أمام زملائهم .
    والنمط الذي يمكن استخدامه في تمثيل الأدوار بالنسبة للدراسات الاجتماعية وما تتضمنه من شخصيات تاريخية في المرحلة الابتدائية والإعدادية يمكن أن يكون علي النحو التالي:-
1- أن يسأل الفرد- ببساطة- أن يتصور نفسه الشخصية التي يقوم بدورها ويطلق علي هذا الدور موقف تخيلي يتم أدؤه .
2- يتصل بلعـب الـدور الذي تـم أداؤه والتمييز بينه وبين الأنشطة المخططة والأنشطة التلقائية التي يؤديها التلاميذ داخل حجرة الفصل أثناء المواقف الشخصية .
3- قد تكون أنشطة المشاركة استجابة لفظية أو سلوكية أشبه بالتمثيل، ويطلق علي الدور التمايز اللفظي . 
كما أن هناك أمور يجب أن يراعيها المعلم عند اختيار تمثيل الأدوار كأسلوب تدريسي وهي كالتالي:-
1- اختيار المواقف والشخصيات التي ستمثل أدوارها اختيارا خاصا واعيا تتحقق من ورائه أهداف العملية التعليمية .
2-عدم إنهاء الدور قبل أن تمثل فيه جميع النواحي الهامة وجوانب المشكلات التي يراد معالجتها .
3- إدارة المناقشة بعد انتهاء تمثيل الدور مباشرة، وتبادل الآراء حول الشخصية التي يعالجها الدور واستنباط الحلول للمشكلات وفي حالة صغار التلاميذ لا يكون هناك استظهار لعبارات محددة تستخدم في التمثيل بل أن كل تلميذ يكون قد فهم الشخصية وأوجه النشاط التي سيقوم بها ثم يفكر في ذلك ويلعب دوره في عبارات يقوم بصياغتها في غير تكلف وإذا كان مستوي التلاميذ اللغوي لا يسمح بذلك فإن كل تلميذ يقوم بدوره بمساعدة إرشادات وعبارات مدونة في ورقة بيده وفي هذه الحالة أيضا تكون الحركات مرتجلة بدون سابق .

ويضيف خير الدين عويس بعض الشروط اللازمة لمدخل تمثيل الأدوار :
1- يجب أن تكون الجـماعة المشتركة في تمثيل الموقف التعليمي متماسكة وقريبة من الثبات حتى تتيح فرصة للمتعلمين المشتركين أن يكتسبوا من خلال الموقف التمثيلي روح التماسك والتضامن والاعتماد علي النفس .
2- يجـب أن يكـون هناك اهتمام شخصي بكل متعلم أثناء أداء دوره وتوجيهه بشكل فردي وجماعي في نفس الوقت تنمي روح التعاون والتعاطف واحترام الآخرين وعدم السيطرة علي أدوار الآخرين .
3- يجـب أن يتم اخـتيار الدور بناء علي رغبة المتعلم مع تواجد عنصر التشويق والتوجيه عند تواجد مجال الاختيار .
4- يجـب مراعاة مراحـل النمو للمتعلمين والفروق الفردية بحيث يكون الدور ملائم قدرة من يؤديه ومستواه العقلي والجسمي .
وفي النهاية يمكن الاستفادة من تمثيل الدوار كمدخل تدريسي ونشاط تعليمي في المستويات المختلفة الآتية:

* المستوي الأول:
    أبسطها يطلب المدرس من التلميذ أن يتخيل أحد الشخصيات التي يدرسها ويعبر عن إحساس هذه الشخصية في موقف من المواقف كما يتوقعه هو.
  * المستوي الثاني:
      أن يكلف المدرس بعض التلاميذ بتمثيل موقف تاريخي أو اجتماعي يدرسونه وفي هذه الحالة يوزع التلاميذ لأنفسهم علي الدوار ويعطيهم المدرس فترة زمنية للإست عداد بعدها يؤدون المشهد أمام زملائهم .
* المستوي الثالث
    في هذا المستوي يقوم التلاميذ بتمثيل مشهد يعبر عن حياة أفراد أو أسرة في مجتمعات مختلفة مثلا دراسة تقاليد وعادات الأسرة في المجتمعات غير مجتمع المدرسة.
* المستوي الرابع
    لاستخدام طريقة تمثيل الأدوار فتكون تكليف التلاميذ بتمثيل مشهد لموقف اجتماعي يمس حياتهم الشخصية الحالية كأن يقوم أحد التلاميذ بدور الأب المنشود إلي جانبه تلميذ أخر بدور الأم الحنون المتسامحة وأمامهم الابن يطالب ببعض المطالب الشخصية ويدور الحوار التلقائي بين أعضاء هذه الأسرة لفترة قصيرة يحددها المعلم وبهذا يتبين أهمية هذه الطريقة في تدريس المواقف الاجتماعية والمشكلات السرية وأهميتها في خلق جو من الحيوية والتفاعل والمشاركة الإيجابية من التلاميذ فما يؤدي إلي تعلم أفضل.
 المغزى التربوي للنشاط التمثيلي في تدريس المواد الاجتماعية
    هناك العديد من الأهداف التربوية التي يمكن كشفها عن طريق استخدام أسلوب تمثيل الأدوار في تدريس الدراسات الاجتماعية وهي كالتالي:-
*  الكشف عن قدرات التلاميذ وتنميتها حيث يتيح النشاط فرصا ممتازة أمام المدرس للتعرف علي قدرات التلاميذ وتنميتها وتوجيهها الوجهة الصالحة .
*  العمل الجماعي التعاوني حيث تؤكد فلسفتنا التربوية في مجتمعنا الاشتراكي الديمقراطي أهمية العمل الجامعي التعاوني وتسعى المدرسة إلي تحقيق هذا الهدف التربوي الهام خلال أوجه النشاط المتعددة للمنهج المدرسي .
*  تنمية اتجاهات اجتماعية مرغوب فيها  حيث تؤكد المدرسة علي أهمية تنمية الاتجاهات الاجتماعية المرغوبة ذلك خلال دراسة المقررات الدراسية وممارسة التلاميذ لأوجه النشاط المدرسي المتخلفة وتتيح النشاط التمثيلي الفرص أمام مجموعات من التلاميذ للعمل في جماعة كل حسب قدراته ومواهب وذلك في سبيل تحقيق نجاح العمل الذي يقومون به .
*  تنمية ميول التلاميذ الاستخدام المثمر لوقت فراغهم يتيح تمثيل الأدوار فرصا متعددة ومتنوعة أمام التلاميذ لكي يشاركوا في القيام بألوان من النشاط المشبع لميولهم واهتماماتهم المختلفة وهو نفس الوقت يتيح لهم أن يستخدموا أوقات فراغهم في نشاط تربوي هادف .
*  أنه ييسر أمام التلاميذ مزايا السلوك النبيل في الماضي والحاضر ويخلق جوا يساعد علي محاكاة هذا السلوك بل أنه يعد ناحية عملية فيها ممارسة تفيد كثيرا في بلوغ أهداف تدريس المواد الاجتماعية .
*  أنه يعد وسيلة من الوسائل التي تحث التلاميذ علي جمع الحقائق والمعلومات الخاصة بموضوع معين أو جعل هذه الحقائق والمعلومات دافعيه أو شبه دافعيه أمام التلاميذ وييسر في أهميتها ويحييها .
*  أنه يعد وسيلة من الوسائل التي تكثف اهتمام التلاميذ بمشكلات خاصة ليبدءوا التفكير فيها ويحاولون حلها تحت إشراف المدرس وبتوجيه منه .
*  كسر عادات الخجل والتحفظ والتعود علي المواجهة دون خوف ولا رهبة  فيزداد حجم الوجود الاجتماعي، وينمى التعبير عن الذات والرأي دون مبالغة.
 *  إكساب التلاميذ الاتجاهات الصحيحة نحو التعاطف والمودة والتراحم مع القيم الأصلية والأشخاص الطبيعية المهذبة وتحفزهم الضرب علي أيدي العابثين من الأشخاص الذين يهدرون القيم، ويقضون علي الجمال ويقتلون الحق ولا يعرفوا إلا طريق البشر0
*  بث القيم الدينية وبعث الشخصيات الإسلامية التي تحرك الوجدان وتلهم سلوك المعاصرين من التلاميذ.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
  خصائص مدخل تمثيل الأدوار
    هناك مجموعة من الخصائص التي تميز هذا المدخل في التدريس عن غيره من مداخل التدريس منها :
أ- تمثيل الواقع
    ففي دراسة التاريخ وبخاصة في المراحل الأولي من التعليم يصعب نقل الواقع بتفاصيله إلي الموقف التعليمي لأن المحتوي التعليمي يعتمد علي أحداث ومواقف وشخصيات مضي عليها زمن بعيد ومن ثم فتناول هذه الأحداث والمواقف والشخصيات التاريخية علي المستوي المدرسي يعني تطويعا وتبسيطا واختصارا ويقصد بالتطويع تقديمها في قالب تعليمي لتحقيق أهداف معينة، ويعني التبسيط تقديم المادة التي يقوم التلاميذ يتمثل أدوار فيها في قالب يناسب مستويات التلاميذ، أما الاختصار فيعني حذف الكثير من التفصيلات الدقيقة التي توجد في الواقع وكل ذلك من أجل تحقيق أهداف تعليمية معينة .
ب- رفع مستوي الدافعية
    فالمتعلم يكون أكثر استعداد للمشاركة في الموقف التعليمي إذا شعر أن هذا الموقف له معني ووظيفة بالنسبة له وهذا يعني ارتباط الموقف بحاجات المتعلم واهتماماته , والمطلوب في هذا الشأن أن يكون الدور قادر علي الإثارة والتشويق مما يجعل المتعلم علي درجة مناسبة من الحماس ومن هنا يكون الدور الذي يقوم المتعلم بأدائه موقف يتم تخطيطه وإعداده بناء علي دراسة دقيقة لحاجاته واهتماماته وهذا الأمر يحمل المعلم مسئولية خاصة فهو من خلال التوجيه وإثارة التساؤلات أثناء ما يجري من مناقشات بعد تمثيل الدور يستطيع أن يثير اهتمامات جديدة وأن يعمل دائما علي رفع مستوي دافعيه تلاميذه وهذا الأمر يتوقف علي عاملين أساسين أولهما:- هو مدي الخبرة المتاحة للمعلم في مجال استخدام مدخل تمثيل الأدوار في التدريس ومدي تمكنه من الكفايات اللازمة لهذا الأمر والعامل الثاني:- هو مدي فهم المعلم لتلاميذه من حيث قدراتهم واتجاهاتهم وميولهم وغير ذلك من النواحي الشخصية أي يمكن استغلالها في توجيه نشاطهم التعليمي المرتبط بالدور الذي يؤدونه.
ج- العمل في فريق
     فالمتعلم في إطار الموقف التعليمي المعتاد يتحدد دوره في الغالب في تحصيل المعرفة سواء من خلال متابعة المعلم أو من خلال كتاب يدرس وبالتالي تصبح الوظيفة الرئيسية لهذه النوعية من المواقف هو نقل قدر معين من المعارف ومن ثم يصبح اكتساب المتعلم لأوجه التعلم الأخرى( قيم، مهارات اجتماعية، مفاهيم)، أمر غير مقصود ومن هنا كان لابد توفير المواقف التي يستطيع فيها كل فرد أن يشعر بقيمة وأهمية العمل الجماعي والتدريب علي مختلف الأدوار المطلوبة لهذا الأمر فالمتعلم في تمثيل الأدوار أحيانا يكون متحدثا وأحيانا يكون مستمعا ومن هنا يشعر الفرد أنه فرد في فريق وأن هذا الفريق يعمل ككل متكامل من أجل تحقيق أهداف معينة وبذلك يكون مدخل تمثيل الأدوار أداة حقيقية تشارك في اكتساب الفرد جوانب تعلم كثيرة ذات وظيفة اجتماعية، كما أنه يكون مجالا يستطيع أن بتخلص المتعلم من الفردية والأنانية والادعاء بأنه قادر علي أداء أعمال والقيام بمهام لا تتلاءم مع إمكانياته.
د- التنظيم
    نجد أن مدخل تمثيل الأدوار يعتمد في استخدامه وتنفيذه علي التنظيم من توزيع الأدوار وتقسيم الجماعات وتوزيع الاختصاصات أي أنه يقدم الموقف التعليمي في قالب منظم وهذا يؤدي إلي تعويد المشاركين في الموقف التعليمي علي النظام والالتزام بالدور.
ه- اتخاذ القرارات
    ويعتبر اكتساب مهارة اتخاذ القرارات وما يصحبها من اتجاهات من أهم عمليات التربية ومن ثم فإن ما يمر به التلاميذ من مواقف تعليمية متنوعة تجعل المعلم يتخذ القرار المناسب ونجد أن تمثيل الأدوار يضع المتعلم في موقف تعليمي مخطط ومنظم يتيح للمتعلم فرصة في اتخاذ القرار بتوجيه من المتعلم أثناء أداء الدور.
و- الإيجابية والتفاعل
    يتميز مدخل تمثيل الأدوار علي أن الدور الإيجابي الذي يقوم به المتعلم فهو لا يتلقى المعارف من المعلم كما لا يعتمد علي الكتاب المدرسي المعتاد في ظل الأسلوب التقليدي فالإيجابية والتفاعل مع الآخرين في المواقف التي يقوم المعلم بتهيئتها في هذا المدخل تجعل المتعلم يمارس دوره بإيجابية في الحصول علي المعارف وبالتالي فتمثيل الأدوار يسمح بإيجابية المتعلم ويعطيه الفرصة المناسبة للتدريب علي كيفية تحمل المسئولية إجراء الحوار.
ز- تقويم الذات
    يستطيع كل فرد أداء دوره في الموقف التعليمي أن ينظر إلي أدائه في ضوء الأهداف التي يرجى بلوغها والتي تكون واضحة المعالم بالنسبة لها منذ البداية وهو في هذا الصدد يري بوضوح نواحي القوة والضعف في هذا الأداء ويصحح مسار العمل علي المستوي الفردي وعلي المستوي الجماعي مرحليا والمعلم هنا وأن كان يقوم تلاميذه أثناء العمل وبعد الانتهاء من أداء أدوارهم فهذا يعني مدي نجاح التلاميذ في مواجهة الذات ومصارحتها، وهذا فضلا عن تعلمهم أسلوب تفكير يصعب اكتسابه من خلال المواقف التعليمية المعتادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق